في قديم الزمان كان هناك ملك ظالم يحكم أرض العراق اسمه نمرود وكان يعبد الأصنام ويأمر الناس أن يعبدوها وفي هذا الوقت ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام وكان أبوه يصنع هذه الأصنام ولكن إبراهيم كان لا يعترف بها لأنها لا تنفع ولا تضر.
وكان إبراهيم دائم التأمل في الأفلاك والنجوم حتى اهتدى إلى الإيمان بالله.
صمم إبراهيم عليه السلام على أن يلقن قومه درسا لعلهم يفيقون إلى أنفسهم ويرجعون عما هم فيه من الكفر والضلال فانتظر حتى جاء العيد وخرج الناس إلى ساحات اللهو واللعب وقام بتحطيم جميع الأصنام إلا واحدا علق الفأس في رقبته.
عندما عاد الناس إلى المدينة ورأوا ما حدث لأصنام التي كانوا يعبدونها أدركوا أن إبراهيم هو الذي فعل ذلك لأنه كان يعيب عليهم عبادة تلك التماثيل ويصفها بالعجز وعدم النفع.
قرر الملك الظالم نمرود أن ينتقم من إبراهيم فأمر رجاله فأوقدوا نارا عظيمة وألقوا إبراهيم فيها ولكن الله نجى إبراهيم من النار وخرج منها سالما فتعجب الكفار ولكنهم لم يؤمنوا.
ترك إبراهيم بلده العراق وهاجر إلى بلاد الشام لعله يجد من يؤمن بدعوته ثم ذهب إلى مصر وتزوج السيدة هاجر عليها السلام ورزقه الله بولد اسمه إسماعيل عليه السلام.
أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم أن يخرج بزوجته هاجر وابنه إسماعيل إلى مكة التي كانت عبارة عن صحراء قاحلة ويتركهما عند البيت الحرام.
نفذ إبراهيم أمر ربه وفي مكة ترك زوجته وابنها وظلت السيدة هاجر صابرة ومعها طفلها الرضيع إسماعيل حتى نفد ما معها من ماء وطعام.
راحت هاجر تبحث عن الماء في الصحراء وظلت تسعى بين جبلي الصفا والمروة ومن هنا شرع السعي في الحج فأرسل الله ملكا ففجر لها عين زمزم من تحت رجل طفلها إسماعيل فشربا منها وسقيا القبائل التي تجمعت حولها فيما بعد.
رجع إبراهيم إلى أرض الشام في بلده تسمى فلسطين وكان من حين لآخر يذهب ليطمئن على هاجر وإسماعيل ولما كبرإسماعيل تعلق به قلب إبراهيم أراد الله أن يختبر إبراهيم فأمره في المنام أن يذبح ولده إسماعيل.
لم يتردد إبراهيم ولم يضعف فذهب إلى ابنه إسماعيل وأخبره بأمر الله ولأن إسماعيل كان مطيعا لأبيه ومؤمنا ولم يتردد في القبول وقال يا أبت افعل ما تؤمر ولما استعد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لتنفيذ أمر الله جاء الأمر من الله أن يذبح بدلا منه خروفا عظيما نزل به ملك من السماء فداء لإسماعيل وهكذا كان عيد الأضحى.
ولما صار إسماعيل رجلا اشترك مع أبيه إبراهيم في رفع قواعد الكعبة تنفيذا لأمر الله لتكون قبلة يأتيها الناس من كل مكان ليحجوا إليها.