سلام الله عليكم
كان رجل فقير يعول أسرته ( زوجته وأولاده ) كثرت نفقات أسرته وقل عمل قريته فاضطر إلى الذهاب خارج المدينة للبحث عن عمل. بدأ الفقير يجول المدن حتى وصل إلى أحد لقرى وجد هناك رجالا ينقلون الحجر وعلى رأسهم رجل مهيب يشجعهم على العمل ويحثهم على السرعة حينها وقف عندهم وسأل أحدهم:
- من هذا الرجل ؟
- هذا حاكم قريتنا
- لماذا يقف هنا ؟
- ليراقب العمل
انظم الرجل إلى العمال ينقل معهم الصخور دون أن يعرف الأجور. صار يسرع إلى الحجر الكبير فيحمله على كتفه ويضعه في المكان المراد وحين لا يجد حجر كبير يحمل حجرتين صغيرتين بينما كان جميع العمال يحملون حجرة واحدة.
رأى الحاكم نشاط الغريب فأعجب به ولاحظ الغريب نظرات الحاكم فأيقن أنه فاز بإعجاب الحاكم وأنه سينال أجره وافيا يفوق أجور الآخرين فضاعف جهوده وزاد سرعته.
انتهى النهار وحان وقت استفاء الأجور...
اصطف العمال بعظهم وراء بعض ووقف الحاكم أمامهم وأصبحوا يمرون أمامه ووكلما جاء واحد أثنى عليه قائلا :
- عافاك الله
وربما قال لبعضهم مرتين
وجاء دور الغريب فصافحه الحاكم بحرارة وقال له :
- عافاك الله. عافاك الله. عافاك الله
فرح الغريب وقال في سره :
- سأحظى بأجرة كبيرة
انتهى الثناء والكلام وانصرف الحاكم وبقي العمال سأل الغريب :
- متى سنأخذ الأجر؟
- لقد أخذت أجرك
- لم آخذ شيئا
- بل أخذت أكثر منا جميعا
- كيف ؟؟
- الحاكم قال لك عافاك الله ثلاث مرات
- وهل هذه هي الأجرة ؟
- نعم. حاكمنا يوزع مدحه بحسبان ولا يظم أي إنسان
أطرق الغريب يفكر . إنه جائع وليس لديه نقود. خطر له خاطر . نهض مسرعا وتوجه إلى السوق.دخل مطعما وطلب طعاما ثم أكل حتى شبع. ثم قام لينصرف أمسكه صاحب المطعم وقال :
- أين ثمن الطعام ؟
- مد يدك
مد صاحب المطعم يده فصافحه الغريب بحرارة وقال :
- عافاك الله. عافاك الله. عافاك الله
دهش صاحب المطعم وقال غاضبا :
- أريد نقودا ؟
- لقد أعطيتك
- لم تعطني شيئا
- بل أعطيتك عملة الحاكم
- هل أنت مجنون؟
- لست مجنونا
- هيا معي إلى الحاكم
أخذ صاحب المطعم الغريب وذهبا إلى حاكم البلدة وحينما وقفا بين يديه قال صاحب المطعم :
- هذا الرجل أكل طعامي ولم يدفع الثمن.
نظر الحاكم إلى الغريب فعرفه وقال له :
- لماذا لم تدفع له الثمن ؟
- لقد دفعت
- ماذا دفعت ؟
- دفعت له عملتك
- أية عملة ؟
- عملة عافاك الله التي أعطيتني إياها
ضحك العامل طويلا ثم أعطى لصاحب المطعم ثمن الوجبة وكف عن هذه العملة كي لا تنتشر الفوضى في قريته. حينها أصبح ذلك الغريب يعمل في تلك القرية وأصبح قادرا على تلبية حاجيات أسرته.
عافاكم الله . عافاكم الله . عافاكم الله