النّص :
العقـلُ البَـشريُّ
رأيتُ العقل نُوعين مَطبوع ومَسموع، فالمَطبوع منهما كالأرض والمَسمُوع كالبذر والماء، ولا سَبيل للعقل المَطبوع أن يخلص له عمل دون ( أن يَرُدّ ) عليه العقل المسموع فينبهه من رقدته ويطلقه من مَكامِنه يستخرج البذر والماء ما في قعُور الأرض، ولا ينفَع المَسمُوع إذا لم يكن مَطبوعا، كما لا تنفَعُ الشّمسُ و ضُوءُ العين ممنوع، وأفضل ما أعطى الله تعالى العبد العقل، وأنشِدُك أن خير ما يزين الفتى في الناس صحّةُ عقله وإن كان مَحظورا عليه مَكاسِبُه، ويشين الفتى في الناس خفّة عقله (وإن كَرمت أعراقه) ومَناسِبُه.
فالواجبُ على العاقل أن يكون بما أحيا عقله من الحكمة أكلف منه بما أحيا جسده من القوت، لأن قوت الأجساد المطاعم، وقوت العقل الحِكم، فكما أن الأجساد تموت عند فقد الطعام والشّراب، وكذلك العقول إذا فقدت قوَّتها من الحِكمة ماتت،والتقلب في الأمصار والاعتبار بخلق الله تعالى ممّا يزيد المرء عقلا وإن عدم المال في تقلّبه.
والعقل والهوى متعاديان، فالواجب على المرء أن يكون لرأيه مُسعفا ولهواه مُسوِّفا، فإذا اشتبه عليه أمران (اجتنب أقربهما) من هَواه، لأن في مُجانبة الهوى إصلاح السّرائر، وبالعقل تصلح الضّمائر. قال معاوية بن أبي سفيان لرجل من العرب عَمّر دَهرا : أخبرني بأحسن شيء رأيته؟ قال : العقل ؛ فَبه تطلب المروءة مع تقوى الله... وبالعقل تُعمر القلوب، كما أن بالعلم تستخرج الأحلام، وعمود السّعادة العقل ورأس الاختيار، ولو صُوّر العقل صورة لأظلمت معه الشمس لنوره، فأكرم بالعقل!
كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء – ج1، ص 19- للإمام الحافظ أبي حاتم. بتصرف
الأسئــلة :
أ)- البنـاء الفكريّ : ( 06 نقاط ).
1- اُذكر فضائل العقل على الإنسان . 1ن
2-ما الدّور الذي يقُوم به العَقلُ المَسمُوع ؟ 1ن
3- لماذا اعتبر الكاتب العقلً والهوى متعاديان ؟ 1ن
4- اشرح المفردات الآتية : ( الأعراق، المحظور، الأمصار ). 3ن
ب)- البنـاء الفنّي : ( 02 نقطتان ).
- بين نوع الصّورة البيانيّة مع الشّرح : " بالعلم تُستخرَج الأحلام " . 2ن
ج)- البنـاء اللّغويّ : ( 04 نقاط ) .
1- بيّن أفعل التفضيل والمُفضل و المُفضل عليه فيما يأتي: 1.5ن
- أفضل ما أعطى الله تعالى العبد العقل .
2- أعرب ما تحته خط في النّص: بالعقل . 1ن
3- بين وظائف الجمل الموجودة بين قوسين من الإعراب في النّص:
( أن يردّ - وإن كرمت أعراقه - اجتنب أقربهما ). 1.5ن
د)- الوضعية الإدماجيّة : ( 08 نقاط ).
جاء في النّص " العَقل والهَوى مُتعاديان، فالواجب على المَرء أن يكون لرَأيه مُسعفا ولهواه مُسوِّفا "
حَـزَّ في نفسك كثيرا تَخلّي بعض الأصدقاء عن المراجعة في هذه الفترة الحاسمة،ألا وهي الإقبال على الامتحانات الرّسميّة خلال الإيام القليلة القادمة.
على ضُوء هذا المَشهد بَيّن أخطار الهَوى، وأبرز واجب العَاقل الذي يَتغلَّب على الهَوى في خضم هذه المُغريات، مُستعملا التعجُب والتفضيل والتَّحذير.
بالتوفيق للجميع
نسالكم الدعاء