كان بين آدم ونوح عليها السلام ألف سنة وكان الناس في تلك الفترة لا يعبدون إلا الله ثم بدأ قوم نوح عليه السلام في عبادة التماثيل والأصنام.
نشأ نوح عليه السلام وسط هؤلاء القوم ووجد نوح عليه السلام أن التماثيل حجارة لا تنفع ولا تضر لذلك لم يقتنع بما يصنعه قومه.
استمر نوح عليه السلام في بحثه وتأمله حتى هداه الله إلى الإيمان به واصطفاه الله نبيا ورسولا وكلفه أن يدعو قومه إلى الإيمان بالله ويكشف لهم ما هم فيه من زيف وضلال.
كان نوح عليه السلام حريصا على هداية قومه ودعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى ألف سنة إلا خمسين عاما وكان دائم التذكير لهم بقدرة الله تعالى والتحذير من عاقبة الكفر والعصيان.
ظل نوح عليه السلام يدعو قومه إلى اللإسلام ولكن قومه رفضوا دعوته وكانوا يضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا حديث نوح ومع ذلك لم ييأس نوح من دعوتهم ليلا ونهارا سرا وعلانية.
أصر قوم نوح على كفرهم وعنادهم ولم يؤمن مع نوح إلا عدد قليل من الفقراء والضعفاء واستمر قوم نوح يقابلون دعوته بالاستهزاء والسخرية وبعدما تأكد نوح أنه لا رجاء منهم ولا خير فيهم دعا عليهم أن يعذبهم الله.
أمر الله تعالى نوح عليه السلام أن يصنع سفينة كبيرة وأن يحمل فيها من جميع الحيوانات والطيور والحشرات زوجين اثنين فجهز نوح عليه السلام الأخشاب والمسامير وبدأ في صنع السفينة.
ولما انتهى من صنعها أرسل الله طوفانا كبيرا من الماء وأمر الله السماء أ تمطر والأرض أن تنشق فتخرج الماء وأسرع الناس يبحثون عن مكان ينقذهم من هذا الطوفان.
ورأى نوح عليه السلام ذلك الطوفان فأسرع وركب السفينة مع المؤمنين وحمل معه الحيوانات والطيور والحشرات كما أمره الله.
وعامت السفينة في ذلك الطوفان ورأى نوح الكفار وهم يغرقون ورأى ابنه وهو يقاوم الأمواج فنادى عليه نوح قائلا:"يَا بُنَيَ اْرْكَب مَعَنَا" ولكن ابنه كان كافرا فرفض وصعد جبلا عاليا فأغرقه الله.
ولما غرق الكفار أمر الله الأرض أن تبلع الماء والسماء أن تكف عن إنزال المطر واستقرت السفينة على جبل اسمه(الجودي) وظل نوح بعد الطوفان يعلم من آمن معه أمور الدين حتى توفاه الله.