قصة نبي الله يونس عليه السلام
في بلاد العراق القديمة كانت هناك بلدة اسمها نِينَوى وكان أهلها يعبدون الأصنام وكان عددهم مائة وعشرين ألف رجل وامرأة فأرسل الله إليهم سيدنا يونس عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام.
استمر يونس يذكر قومه بنعم الله عليهم ويدعوهم إلى توحيد الله ولكنهم ظلوا على كفرهم وعنادهم ولم يستجب منهم أحد لدعوة يونس فغضب منهم وتوعدهم بعذاب الله.
ولما يئس يونس من إيمان قومه بدعوته برك القرية دون أن ينتظر أمر الله وتوجه إلى شاطئ البحر فوجد سفينة عليها ناس كثيرون فركب معهم.
انطلقت السفينة في البحر ولما وصلت إلى منتصف البحر أرسل الله ريحا شديدة جعلت السفينة تميل وتهتز وأدرك ركابها أنهم سوف يغرقون ففكروا في تخفيف حمولة السفينة فألقوا ما معهم من أمتعة وأشياء ثقيلة.
ولما لم تهدأ الأمواج قرر ركاب السفينة أن يلقوا بواحد منهم لتخفيف الحمل وأجروا القرعة فكانت في كل مرة تقع على سيدنا يونس ولكنهم كانوا يرفضون إلقاءه في البحر لأنهم رأوا فيه أنه رجل صالح وتقي وفي نهاية الأمر تقدم يونس عليه السلام وألقى بنفسه في البحر حتى ينقذ السفينة.
أمر الله تعالى حوتا كبيرا أن يتجه إلى يونس ويبلعه في بطنه ولا يؤذه ونفذ الحوت أمر ربه وبلع سيدنا يونس.
ظل يونس في بطن الحوت مدة كبيرة والحوت يسبح به في أعماق البحر وظن يونس أنه مات ولكنه عندما حرك أعضاء جسده علم أنه مازال حيا فسجد لله شكرا وهو في بطن الحوت وأدرك أنه أخطأ عندما ترك قريته دون إذن ربه.
ندم يونس عليه السلام على ما حدث منه واستغفر ربه وظل يقول : " لَا إِلَهَ إِلَا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِي كُنْتُ مِنَ الظَالِمِينَ " فأمر الله تبارك وتعالى الحوت أن يلفظه إلى الشاطئ.
وخرج يونس من بطن الحوت عاريا بلا ملابس ضعيفا هزيلا فخلق الله له شجرة من يقطين أوراقها عريضة فاختبأ يونس عليه السلام تحتها من حر الشمس وظل يتغذى على ثمارها.
مكث يونس تحت الشجرة حتى استرد قوته وعافيته وعاد إلى قومه ولم يكن يعلم بأن أهل قريته نينوى كانوا قد تابوا وآمنوا بالله بعد أن تركهم بعدما شعروا بأن عذاب الله سوف يقع بهم إن لم يؤمنوا.
وعندما رجع يونس إلى قومه استقبله أهل نينوى بالفرح والسرور وأخبرهم يونس بأن الله قد قبل توبتهم ففرحوا وزاد إيمانهم وأقبلوا على يونس ليعلمهم الدين.